WORLD MERIT* - IRAQ فرصة الريادة العالمية




كان لشارع المتنبي سعة صدر لإحتضان أمل جديد في التقدم والتغيير الإيجابي للشباب المتطلعين الى الريادة والقيادة الحالمين بمستقبل أفضل.. فإجتمع عدد من ناشطي المجتمع المدني من شباب وشابات يوم الجمعة المصادف الحادي والعشرين من شهر حزيران لسنة 2013 لدعم فريق العراق المتأهل الى مسابقة الريادة العالمية المقامة من قبل مؤسسة World Merit البرطانية الخيرية للنهوض بواقع الشباب وتحسين قدراتهم حول العالم. يتكون فريق المتأهلين من شابتين وشابين جمعتهم الرغبة في التغيير الإيجابي وحب الخير لكل الناس فأصبحوا ينشرون الفرصة التي حظوا بها الى كل الشباب العراقي للإستفادة منها وليعم الخير. فما كان أن أنطلقو صباح يوم الجمعة في ضواحي بغداد القديمة وتراثها البهي ضمن أهم معالمها التاريخية وشواهدها التي ما إنفكت تنبض حياةً وعنفواناً وإباء.. شارع المتنبي وتمثاله البديع والمرسى المطل على دجلة الخير مروراً بالقشلة وديوان الحكومة العثمانية..فمقهى الشابندر التراثي وأطلال مبنى لواء بغداد فأكوام وأكوام من الكتب للبيع على أرصفة التراث فما كان لها إلا أن تستهوي كوكبة من المثقفين والفنانين والمفكرين في كل يوم.. في هذه الأجواء الحية المفعمة بالفكر الإنساني إنطلق الشباب لنشر فرصة World Merit* الى الى أكبر عدد ممكن من الناس في شارع يتجدد برواده كل بضع دقائق في زحام شديد.. فسؤال هنا وجواب هناك وتفاعل شديد بين الناس والمتأهلين لا ينم إلا عن رغبة شديدة في الناس للتعرف أكثر عن الفرصة المميزة لتحقيق أحلامهم ومسعاهم في التغيير الذي قد يختلف بتنوع شخصياتهم وأهوائهم.. فكانت حملة الشباب تثقيفية إعلامية لبرنامج Your Big Year انتقلوا خلالها من مكان الى أخر مشياً على الأقدام ليقفوا هنا وهناك وعند هذه المجموعة وتلك لشرح تفاصيل أكثر عن البرنامج وتوزيع أوراق تعريفية بالبرنامج مع ذكر التفاصيل وطريقة المشاركة..وكان للشباب الأثر الواضح في التفاعل الإيجابي مع المكان والزمان فاخلتطو بناسه حد الدخول الى المقاهي وشرح البرنامج على أصوات "الطاولي والدومنة".. وأخيراً وليس آخراً قامو برسم شعار الـWorld Merit على أحد المساحات المتروكة في المكان مع ذكر أسمائهم.

الإيجابيات:
• شارع المتنبي كرنفال ثقافي مستمر لإرث بلاد ما بين النهرين ولربما يمتاز عن غيره بحيوية ثقافته ومحاكاته المستمرة للأدب والفنون على مر العصور فكثرة الرواد من كافة الحلقات الفكرية والأدبية تخلق دوماُ بصمة متجددة ونكهة خاصة للمتنبي على مر الأزمان.
• المتنبي ملتقى الأدباء من كتاب وقراء وشعراء وفنانين ورسامين ونحاتين ومصورين وممثلين..فالثقافة والإبداع هي السمة العامة لأغلب مرتادي المتنبي.
• المتنبي أيضاً منتدى للعديد من النشاطات الشبابية وفرص العمل التطوعي فيحوي المكان الكثير من الشباب الواعي المعبر عن رأيه بمصداقية وصراحة ويروم التغيير الإيجابي في المجتمع وجل هؤلاء الشباب يسعون الى أن يبذلوا ما في وسعهم ليكونوا قادة مجتمع مدني بإمتياز.
• تعاون الأغلبية الساحقة من الناس وتقبلهم للفكرة وللفرصة بالمشاركة خصوصاً اأنها تحوي فرصة سفر الى أماكن يحلم الغالبية الساحقة من العراقيين بالوصول اليها وإستكشافها.
• تعاون اعضاء من حملة Let’s walk المحلية وكذلك بعض الشباب من المؤسسات والمنظمات غير الحكومية لدعم الفكرة والتعرف على المسابقة ونشرها على عاتقهم لتتسنى المشاركة لأكبر عدد ممكن من الشباب في هكذا فرصة حيوية فكان المتطوعون وبالنيابة عن شباب العراق رمزاً للدعم المعنوي للمتأهلين للفوز ونيل المسابقة وفريق المتأهلين ممتن لجهودهم الرائعة.
• التعرف على إصدقاء جدد وتبادل المعارف والفرص والعلاقات الطيبة وبالتالي تعزيز التعاون بين الشباب لتغيير الواقع بإيجابية.
• تعاون بعض الناس ومساعدتهم بشتى الوسائل لفريق المتأهلين حيث أن البعض وعدهم بنشر الفكرة على عاتقه بين أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل والدراسة لمشاركة الجميع في هذه الفرصة الرائعة.
• كان الحدث عبارة عن خلاصة لـ 48 ساعة فقط من التحضير والعمل ورغم ذلك لقد لمسنا نجاحاً عظيماً وتعاون مبدئي من الكثير من الجهات الإعلامية والمؤسسات غير الحكومية والشباب وبالتالي نشر إعلامي وشبابي أضخم وأوسع في الأيام القادمة.


السلبيات:
• الأوضاع الأمنية المتردية في البلاد فذلك يؤثر على جميع مفاصل الحدث حيث أنه يؤثر مباشرة على عدد مرتادي الشارع بصورة عامة كذلك إقتصار الخروج من المسكن على الإحتياجات الضرورية أو العمل لكسب لقمة العيش وبذلك كثير من الناس غير متفرغين كثيراً لإعلانات المنح والمسابقات. إضافة الى أن الوضع الأمني يعرض الفريق والشباب المتعاونين معه الى الكثير من المخاطر ويضايقهم كثيراً في عملهم ونشرهم للفكرة.
• الطرق المزدحمة والتأخيرات في الطرق والشوارع بسبب التفتيش والتحقيق الأمني لجميع العجلات وهو أيضاً يعزى الى تردي الوضع الأمني وبذلك يطول الطريق كثيراً بالإضافة الى انقطاع بعض المسالك خصوصاً أيام الجمعة مما أدى الى ترجل أعضاء الفريق من عجلاتهم وتوجههم الى مكان الحدث سيراً على الأقدام ولمسافات ليست بالقريبة.
• شهر حزيران هو فترة الإمتحانات النهائية لجميع المؤسسات التعليمية الكائنة في العراق والتي أثرت سلبا على المتأهلين والمتطوعين وكذلك شريحة الشباب المستهدف بنشر الفكرة في شارع المتنبي فعادة الشارع يضم تجمهراً لكافة الفئات العمرية وبسبب الإمتحانات إنحسرت نسبة الشباب في ذلك المكان.
• عدم وجود توازن بين الذكور والإناث في الأماكن العامة وذلك لأسباب مجتمعية ودينية رجعية حيث أن الأغلبية الساحقة للاشخاص في الشارع هم من الذكور..أضف الى ذلك العادات والتقاليد المجتمعية التي تحد من تصوير الإناث من غير إذن وتوضيح وشرح مسبق للأسباب وقد وضعنا كل هذه الأشياء في الحسبان عند إقتراح الحدث والزمان والمكان ورغم ذلك أستطعنا أن نسجل بعض اللقطات لمجاميع نسوية ما إستطعنا.
• درجات الحرارة المرتفعة حيث أن شارع المتنبي يطل على نهر دجلة ونحن في فصل الصيف الان ودرجات الحرارة تتجاوز الـ45 درجة مئوية بمجرد إنتهاء الصباح بالإضافة الى الرطوبة العالية.
• البرنامج لم يكن مشجعاُ لبعض الشباب وذلك بسبب عدم إلمامهم باللغة الإنكليزية وبالتالي عزوفهم عن فرصة التقديم للمسابقة.
• عدم رغبة بعض الناس بالمشاركة ونظرتهم السلبية التشاؤمية للحياة ويأسهم للتغيير وبالتالي عدم رغبتهم بالتغيير وذلك بسبب نقص الخدمات وفرص العمل والفقر واحتياجات الناس الأساسية في العراق التي تشغلهم عن التفكير في التجدد والإبداع فتكون حياتهم عبارة عن تعب وجهد في سبيل إيجاد المؤونة اليومية ولقمة العيش.
• ظاهرة التسول والتي أعاقت بعض من حركة الشباب بسبب كثرة المتسولين في شوارع بغداد وعرقلتهم لسير الحملة ونشر المسابقة.



كلنا إيمان بالتغيير الإيجابي وندعو الشباب العراقي الى التغيير وإستثمار جميع الفرص المتاحة لتحقيق المستحيل..

مع اطيب تمنياتنا للجميع..
أحمد الجنابي

إرسال تعليق

أحدث أقدم